قد يذكر أحدهم بصوت متهدج عزيزا فقدته في يوم العيد!
وسط بهجة العيد قد يذكر الناس حولك شخصا واريته التراب... شخصا من نوع خاص جدا... يذكره الناس فتسمع تهدج صوت من يتكلم عنه و تلمح في عيني رجل آخر دموعا تتلألأ... و تدرك سريعا عمق خسارة أناس أضاؤوا حياتنا و قلوبنا ببريق لا يخبأ و إن غاب... فلا يملك قلبك إلا أن ينزف حزنا يفيض بالدمع على عينيك... فهناك أشخاص يتركون في قلوبنا آثارا لا تمحى... و تدرك أنك لا تحزن عليهم و لكنك تحزن لفقدانهم... تحزن لأنك تدرك أنه لم يعد شيء يملؤ تلك المساحة المحجوزة لهم في قلبك و بين ثنايا ابتسامتك و في عمق ضحكتك و ذروة سعادتك... شيء ما فقد... لا... لا شيء يملؤ ذلك الحيز... و في تلك اللحظة التي تكلم بها أحدهم بصوت متهدج عمن فقدت أدركت بكل أحاسيسك عظم خسارة من تكلم و من اغرورقت عيناه و من سمع... أدركت أن الخسارة مشتركة و أن الأثر الطيب العميق واحد و أن الحزن و إن غطي فلا يزال جمره متقدا فيما تبقى لك من لحظات على هذه الأرض... و يبقى لك ما يعينك و ينسيك, أمل بأن يجمعك الله في الجنة بمن أحببت فذلك ما يخفف عنك... و ثقتك بأن الله يجزي من صبر... و أنه لا يغلب عسر ...