لأنك عراقي

بحرقة شديدة سمعته يقول" لماذا عندما تطؤ قدمي أرض المطار يسير بجانبي رجل يلبس ثوباً عربياً من الخليج فتبتسم له كل العيون و كل القلوب أهلا و سهلا بإخواننا و عندما أسلم جوازي تقول لي نفس العيون تفضل معناو تبدأ أسئلة تكاد لا تنتهي عن مكان الدراسة و أسماء كل من تعرف... و تحويل من مبنى إلى آخرلساعات طويلة قبل إطلاق سراحي ؟
ماذا أقول؟ ماذا أقول لرجل عراقي يعلم الإجابة عن سؤاله... و أنا أتذكر الشهامة و المروءة التي لقيها كل العرب في العراق... وددت أن
أقول له ألف مرة أننا نذكر من أحسن لنا... أننا لا ننسى جيش العراق اللذي هب لنجدة إخوانه في أقسى الظروف... أننا لا يمكن أن نسيء لمن استضاف و علم أبناءنا و أصدقاءنا... أننا لا يمكن أن نجور على من أكرمنا... تذكرت كل من درسني في كلية الهندسة بالجامعة الأردنية من عراقيين تركوا بصماتهم في نفوسنا و خجلت من نفسي و من شعبي... وددت أن أقول له الكثير لكن زميلاً سبقني بقوله مازحاً أمام غرباء لا تعطوه بطاقة واحدة سوف يضيعها أعطوه سبعة عشر بطاقة لأنه عراقي... و ضحك... لن أنسى نظرة رجل عراقي عزيز أحس بكل الغدر في تلك اللحظة عندما التفت إلي و قال شفت! لأني عراقي...لأني عراقي... بحثت في عينيه عن ابتسامه كي أبرر هذا الموقف السخيف فما وجدت غير آلام الغربة وجدت بغداد تتمزق في عينيه ورأيت نهش الضباع في أجساد الأسود... ابتسمت لعل الوقت يمر أسرع... لعله يجد في ابتسامي سبباً لاعتبار تلك الكلمات مزاحاً لا أكثر... دون جدوى
آلمني قوله في تلك الليلة و هو يتذكر أيام العراق: كنا نعتقد أن إكرامنا لضيوفنا أقل ما يمكن أن نقدمه في غربتهم ...و قلت في نفسي ياااه كم تغيرت دول و مفاهيم... يا أخي
ستبقى في عيني رجلاً عراقياً عزيزاً برغم كل المواقف و المهازل... ستبقى أكبرمن كل الصغارمن كل من يخاف من يوم يعود فيه عز بغداد.. ستبقى رجلاً في زمن الصبيان ينطق حروفاً تفيح عروبة و عزة و انتماءً يتحدث بلغةٍ نسينا حروفها تفيض كرماً و كبرياءً...
و لأنك يا صديقي... عراقي نطلب منك أن تبقى كما عودتنا صحراء الأنبار... واقفاً في وجه الصغار فاليوم يوم الضباع و غداً يوم الأسود...

تعليقات

‏قال Bilalٍ
أبو الكرد متحلفلك إذا مابتحكي معاه
‏قال غير معرف…
جد شيء مؤسف أنا أيضا لاحظت كم هناك من معاملة غير ودية تجاههم، نعلم جميعا بأنهم ضيوف هجرتهم الحرب و لا أحد يحب أن يكون عبئا ثقيلا و ضيفا غير مرغوب فيه في بلد غير و طنه
أسنع عبارات دائما غير لائقة في هذا الصدد مع أنهم لا يأتون هنا بالمجان فيدفعون كفالات بنكية مرتفعة جدا مقابل الاقامة التي لا تعطى بسهولة
أعلم أن بلدنا محدود الموارد و لا يتحمل ضغوطا اكبر من طاقته لكن معاملة الضيف الغريب المهجر بابتسامة و لطف أقل ما يمكن تقديمه
‏قال M Kilany
Redrose,
well said...
‏قال An Oriental Blog
3njad its really sad. And what's more sad is that when people stereotype w they refuse to get to know Iraqis or others because of this meaningless silliness. Thanks for your post.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Destroying A King's School in Jordan (Built in 1947)

Can't stop thinking about your Grave...