عندما تموت النخوة في مستشفى أردني
تجربة لم نكن لنسمع عنها لولا أنها حصلت مع أحد المدونين, بإمكانك قراءة الماساة بكل ما في الكلمة من معنى هنا تسعة أيام من المعاناة التي لا يمكن إختصارها بكلمات... في العادة لا أكتب بالعربية لأني أجد صعوبة بالغة في الطباعة و أستغرق أضعاف الوقت و لكني لا أملك إلا أن أضرب بغضب و بطء على المفاتيح لعل القصة أن تصل لأكبر عدد ممكن... سامحني يا حسين لأني لن أترجم حرفيا ما قمت بكتابته على مدونتك فأنا في قمة الإستياء و سأستخدم ألفاظا لم أستخدمها سابقا
"تسعة أيام... تسعة أيام بائسة"
كانت تلك الكلمات عنوان أحد أكثر المقالات تأثيرا من أن بدأت بقراءة المدونات و القصة تبدأ كما انتهت بقمة الأسى...تبدأ بإختفاء أب وهاتف نقال لا يمكن الوصول إليه, عائلة تبحث عنه هنا في الأردن لتسعة أيام لا تترك فيها مستشفى ولا مخفرا إلا و تطرق بابه دون أثر... وفي اليوم التاسع تجد الشرطة سيارة مركونة بجانب الطريق و لنكن أكثر تحديدا... بجانب الكلية العربية بشارع الجاردنز!!! نعم بأحد أكثر الشوارع حيوية في الأردن... السيارة مضروبة من الجانب الأيسر و مصفوفة بطريقة غريبة و كأن صاحب السيارة غادر الموقع بسرعة ولا تزال بعض المشتريات بالمقاعد الخلفية (يعني مش فاهم... والله مش فاهم!!! كيف الشرطة لم تجد السيارة في نفس اللحظة ولا المواطن المفقود مش واصل كفاية!!! بس شاطرين الإخوان يخالفوا كل الواقفين بشارع الجاردنز ماهو كل يوم بمر مليون شرطي بشارع الجاردنز, بس مش هون المشكلة!) المصيبة أن أحد البوابين قال للبحث الجنائي أن رجلا كبيرا غادر السيارة و كانت تبدو عليه اثار التعب و كأنه مريض و أن بعض الطلاب ساعدوه و أخذوه إلى أحد المستشفيات... طبعا شباب البحث الجنائي اشتغلوا بالبصمات و إفادة البواب... الحمدلله يعني الشباب ما قصروا بس ممكن حدا يفهمني ليش ولا واحد غير أهل المريض بيفتش عن الرجل المفقود... يا أخي مش ممكن تكون في جريمة و لازم نعرف وين الضحية لا سمح الله... شكلوا لأ... نرجع للأحداث
بعد أن تعرف العائلة تعود و تسأل كل المستشفيات التي سألتها سابقا و بالذات أقرب مستشفى و هو (مستشفى الأمير حمزة) مرة تلو الأخرى و يصر موظف الإستقبال أنه لا يوجد أحد بذلك الإسم... و يقول بكل وقاحة و قلة أدب و بدون أية مراعاة لمشاعر أشخاص يبحثون عن رجل مفقود منذ تسعة أيام... أقارب قلقين لأبعد الحدود... أقارب يخطر لهم في كل لحظة الاف الهواجس... يقول لهم "يا عمي دوشتونا بهالزملة! ما في ورانا غيركو؟ … يا أخي روحوا دوّروا عليه بمحل ثاني!) بكل دناءة هذا هو موظف الإستقبال و ليس هذا كل شيء
أحد الأقارب يصر على مشاهدة سجل المرضى و طبعا موظف الإستقبال المتخلف يرفض و لكن أمام إصرار الرجل يستسلم حتى يتخلص من هذا الإزعاج الغير مبرر!! و يا سلام بعد تقليب بضعة صفحات الإسم يظهر بصورة سحرية !!ولك الله ياخدك يا بقرة يا بهيم!!! و لو بقدر أسب أكثر بستاهل كل مسبة بس هادا البلوج المفروض يكون محترم... يا عديم الحترام و لك إذا مش عارف تقرأ أسماء المرضى ليش حاطينك... بعدين ليش وين الكمبيوتر يا بقر إحنا في أي عصر.... يعني ولك ولا بدك تغلب حالك ولا تحلل قرشك على الأقل حاول تساعد ناس في هيك ظروف فعلا مش ممكن يحطوا واحد متخلف أكثر من هيك... وللا مين واسطة هاللوح يا جماعة
العائلة إتصلت أربع مرات بنفس المستشفى تسأل عن الرجل المفقود وكان الجواب دائما بكل بساطة غير موجود, يعني لولا أن العم كان مصر بشكل غير طبيعي كان من الممكن أن يبقى مصير رجل كبير السن مجهولا حتى هذه اللحظة... ولا حول ولا قوة إلا بالله
تبين بعد هذا أن الأب قد دخل المستشفى منذ تسعة أيام... فبينما كان يقود سيارته تعب بشكل مفاجيء وأصابه دوار شديد فأوقف السيارة و ضرب السيارة من الجانب الأيسر قبل أن يوقفها تماما فراه بعض الطلبة و اصطحبوه إلى المستشفى... حيث تم تشخيص الحالة بارتفاع في ضغط الدم!؟ طبعا أولاد الحلال كثر فالهاتف النقال تمت سرقته و كذلك كل النقود إختفت من المحفظة... يا أخي أي دناءة هذه رجل على شفير الموت في أصعب الظروف بعيدا عن أهله لا أحد يعلم شيئا عنه و تسرقون منه أية وسيلة للإتصال بأهله, فعلا قطع يد السارق أقل شيء ممكن
و لتسعة أيام بقي رجل كبير السن وحيدا في مستشفى حيث تعرض لأسوأ أنواع المعاملة, مستلقيا على ظهره بدون أي لباس ولا حتى روب المستشفى, بقي الرجل لتسعة أيام دون طعام أو ماء... لتسعة أيام لا أحد يقوم بتنظيف جسد لا يقوى على الحراك... لتسعة أيام المحفظة ترقد بجانب الرجل ولم يكلف أحد نفسه بإعلام الشرطة أو الإتصال بأي رقم موجود على بطاقات الأصدقاء و الأهل التي تملؤ المحفظة... بصمت بقي الرجل يعاني لتسعة أيام بائسة أدت إلى أن يصاب بذات الرئة و إلتهاب في الدم و فشل كلوي و جلطة دماغية...إيييه
الأهل قرروا طبعا أن ينقلوه إلى مستشفى اخر و تم إعلامهم بأنه من الممكن أن يصطحبوا المريض إلى البيت لأن حالته تحسنت!!! و الحمد لله أنهم لم يأخذوا بنصيحة العباقرة في مستشفى الأمير حمزة لأنه تبين في المستشفى الذي تم نقل الرجل إليه أنه ليس من الممكن أبدا أن تتم معالجة حالة كتلك في البيت!!
يعني مش معقول سلسلة الأخطاء اللامتناهية و عدم المسؤولية لكل الأطراف المعنية من موظف الإستقبال للي عين هيك حمار لكل قسم إدارة الموارد البشرية و التوظيف و كادر غرفة الطواريء المتخلف و كل ممرض مر بجانب السرير سواء مناوب بالليل و النهار و إلى الضابط المناوب في المستشفى إلى كل الأطباء اللذين ليس لهم علاقة بطب ولا بإنسانية إلى إدارة المستشفى إلى وزير الصحة الكل مسؤول عن هذا التردي و الإستهتار المخزي... اااخ عليكم يا أنصاف الحيوانات و طز في هيك مؤسسة و لا سلام عليكم يا أصفار... يعني ولا واحد فكر كيف ما إجا ولا زائر
المصيبة أن هذا لا شك قطرة من محيط وما خفي أعظم و بإمكانك فقط أن تتصور ما يلقاه كثير من الناس البسطاء... كم من مريض أخطؤوا معه... كم من رجل اخر مجهول الهوية قد مات أو دفن... كم من طفل أصيب بإعاقة دائمة.... كم من أم أجهضت و كم من رجل ضاعت أمانته و قيل له كل شيء على ما يرام!!! إيييه رحم الله كل من دخل هذا المسلخ المسمى بمستشفى الأمير حمزة و بصراحة أعتقد أن أي شخص قد سمي هذا المستشفى على إسمه سيكون منزعجا جدا جدا من هكذا فضايح! يعني أتوقع أنه لو وصلت هذه القصص إلى الإعلام التعيس ممكن تتغير بعض الأمور لأن إسم العائلة الحاكمة و الأمير المفروض يكون في أفضل المرافق مش في أسوأها... صح يا سعادة مدير المستشفى إنت والكادر الهامل واحد واحد... اه
إن شاء الله نسمع إنكم إنطردتوا وإنكم تحاكمتوا قولوا امين يا إخوان
تعليقات
Allah yakhodhom the people that work there and kept silent.
Great post.
Tell me about it!! its unbelievable I felt so frustrated reading his post...
Mohannad,
Please do, but I think someone should translate it just as Hussein himself said it, it is much more moving when you hear it from his mouth...
Urduni,
We can always try!
7aki fadi,
Thanks... I really HAAAATE THEM
Summer,
Thanks for your support...
This is the least I could do... I'm actually disappointed that Rum posted the my post as a translation because its simply NOT!
The words of Who Sane are much deeper, and should have been translated in a better way... The post was just a mixture of the story and my own feelings of anger when I read the story...
I hope it will get proper translation and the publicity it truely deserves for the sake of all those who suffered in this medical disaster called "Prince Hamza Hospital"...
Who Sane,
Please keep us posted on your blog on your father's status...
الله يعينكم و يصبركم
أكثر ما بإمكانا نحكي:
حسبنا الله ونعم الوكيل...