جدتي... و جمال أرواح الأطفال.

كل ما عليك هو أن تراقب تصرفات الأطفال من حولك لتدرك أننا نمضي أعمارنا في محاولة للإرتقاء بأنفسنا و أخلاقنا بينما في الحقيقة كنا قد ولدنا نملك كل ما نحاول الوصول إليه...

قد تضيق بك نفسك و تفقد السيطرة على أعصابك للحظات فتصيح بابنك و تغضبه حتى تفيض عيونه بدموع صادقة ثم لا يلبث إلا أن يمنحك أجمل عناق يملؤ قلبك بصدق المشاعر و الإحساس، بمجرد مد يدك نحوه!

 و تتأمل القدرة على الصفح و نسيان الإساءة بل و مقابلتها بكل إحسان بالرغم من أن دمع العين لم يجف... فيزداد يقينك بأنهم هم المعلمون... صبغة الله و من أحسن من الله صبغة... أي صفاء فطري و أي خير مجبول عليه البشر في أعماقهم قبل أن يشوهه صنائع الكبار!

نقاء صداقاتهم... التي لا تعطي أي اهتمام لفقر أو غنى... جمال الطفل أو قلة جماله ليس معيارا يعكر صفو اللقاء و لا متعته... قدرتهم على رصد جمال الأرواح لم تعكرها مقاييس الكبار... ليس بعد...

شيء ما في صدق ضحكاتهم ينقل إليك السعادة و إن أظلمت الدنيا... قدرتهم على استخراج السعادة من رؤية كيس يطير في الهواء و حب الاستكشاف و المعرفة يتركك في حيرة... كيف فقدنا كل ذلك...

لو يعلمون أنهم هم المعلمون حقاً و أننا نحاول الارتقاء إلى صفاء أرواحهم و نفوسهم لربما امتنعوا عن محاولة تقليدنا المدمر لكل جميل فيهم...

ذكرني بكل ذلك بطاقة صنعتها ابنتي رغد الصغيرة لجدتها... أترككم مع بطاقة حب و اهتمام صنعتها طفلة يقترب عمرها من سبعة أعوام... أرواحنا بحاجة دائمة لتذكر أنه (ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شيء إلا شانه) و أننا تحت كل الطبقات من سوء الأخلاق التي نكتسبها عبر السنين، يقبع في الأعماق خير عظيم ينبغي أن لا نيأس من مخاطبته مهما بدى الناس وحوشا في هيئاتهم و تصرفاتهم... ابحث عن الأطفال الخيرين في أعماقهم أولا..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Destroying A King's School in Jordan (Built in 1947)

When did Jordan become a country?

حرق العلم المصري و شتم مصر غباء مطلق